في أجواء حميمة وعفوية، استضافت شبكة "mbc" نجوم المسلسل التركي (سنوات الضياع) الذي انفردت ببثه، في بادرة هي الأولى من نوعها لشبكة فضائية عربية، تفضي إلى دعم أبواب التقارب العربي-التركي، عبر بوابة الدراما التلفزيونية، وكان من مؤشرات النجاح الباهر لزيارة النجوم تعرف المواطنين العرب لهم في كل مكان وترحيبهم الحار بهم، على الرغم من أنهم لم يشاهدوهم إلا على شاشة "mbc"، في حين أبدى النجوم الأتراك -في المقابل- سعادتهم البالغة بزيارتهم لشبكة "mbc" وإمارة دبي معا، معربين عن دهشتهم من كونهم مشهورين -هذه الشهرة كلها- بين المواطنين العرب.
في البداية لم تكن الممثلة التركية "توبا بويوكوستن" تدرك أن النظارة الشمسية غير كافية لإخفاء شخصيتها الحقيقية في "مول الإمارات Mall of The Emirates " بدبي!
لقد كانت الحشود توقفها في كل متر مربع، تارة ينادونها باسمها الحقيقي، وتارة باسم (لميس)؛ حيث اسمها في النسخة العربية من المسلسل التركي (سنوات الضياع)،
تقول توبا "النجاح الذي لاقاه المسلسل شجعني لزيارة دبي، إلا أن خيالي فيما يبدو ضيق؛ لأن مدى التفاعل كان أوسع مقاسا من تخيلي له".
توبا كانت ضمن فريق مسلسل (سنوات الضياع) الذي زار دبي اليومين الماضيين بدعوة من "إم بي سي"، إلى جانب الممثل التركي سينان توزكو الذي قدم دور (عمر)، وبولنت إينال الذي قدم دور (يحيى)، وذلك كي يتعرف المشاهد العربي إليهم عن كثب، وكي لا يكونوا منفصلين كليا عن المشاهدين كما حدث مع أبطال المسلسلات المكسيكية.
يقول بولنت إينال "اندهشت لكوني من قائمة المشاهير في العالم العربي.. الأمر كان مفاجئا.. كل هؤلاء الصحفيين كانوا يرغبون بإجراء حوارات معي".
الملامح الشرقية التي تكتسي وجه إينال قريبة جدا من ملامح الرجل العربي، وهو أمر -فيما يبدو- لم يكن يدركه تماما.. يقول مداعبا "ملامح الرجل العربي متشابهة للغاية مع ملامح الرجل التركي، ولكن عليكم التفكير بتكثيف شواربكم أكثر مما عليها الآن".
من جانبها أبدت (توبا) سعادتها لكون قصة شعرها التي ظهرت بها في (سنوات الضياع) دخلت ضمن تشكيلة الموضة الجديدة لقصات شعر صيف 2008 في المنطقة العربية، وأصبح اسمها (توبا) أيضا.
أحاديث حول الدراما
"سنان توزكو" أبدى اهتمامه بمشاهدة الإنتاج الدرامي العربي؛ لأن التفاعلات السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي شهدتها المنطقة هي ذاتها مما يعني أن مصادر الإبداع موحدة، ولكن السقف الرقابي وطريقة تناول القضايا هي المختلفة.
نظرية "سينان توزكو" لا تتطابق مع الدراما اللاتينية؛ لأنها تعتمد على قضايا استهلاكية دون نسيج، على خلاف نظيرتها التركية التي لا تستطيع أن تصنع نفسها دون وجودها ضمن سياق سياسي واقتصادي واجتماعي، مثل مسلسل (إكليل الورد) الذي عرضته mbc، والذي يتحدث عن فترة السبعينات، وما زامنها من تفاصيل سياسية وثقافية واجتماعية تركية تأرجحت بين تيار يساري ويميني، وحتى انقلاب ايلول العسكري في بداية الثمانينات، الذي حول كل الحياة السياسية في تركيا إلى قبضة المؤسسة العسكرية التي حاولت طوال ذلك حماية النظام العلماني الذي أسسه أتاتورك.
المعروف عن سينان توزكو -31 سنة- في تركيا أنه فنان مسرحي محترف مرَّ بمراحل النضوج الفني كافة؛ إذ إنه خريج كلية الإدارة والفندقية من جامعة Bilkent، وأكمل تعليمه المسرحي متأخرا في عام 2003، وكان قبل ذلك يعمل مساعد ممثل في العديد من الأعمال المسرحية في أنقرة، كما أسس في عام 1998 اتيليه أنقرة الفني، وعمل في لندن مدة سنة والتحق بورشة عمل في مسرح Arcola البريطاني، وعندما عاد عمل كممثل زائر، وكان الممثل الرئيس في Ayşe Operetta عام 2005، كما أنه متزوج من الممثلة التركية دوليونيه سويسيرت.
أمر صحي وأجواء حميمة
عودة إلى (سنوات الضياع)؛ إذ رأت توبا أن عرضه تلفزيونيا يقدم اقتراحا دراميا جديدا في المنطقة العربية، هو أمر صحي للغاية بالنسبة إلى صانعي الدراما العربية؛ لأن المنافسة ستؤدي إلى تحسين مستوى الإنتاج.
على وجه الإجمال؛ كانت أجواء ضيافة نجوم مسلسل (سنوات الضياع) حميمة للغاية، ولم يشعر أحد بكونه غريبا عن الآخر.. وفي إحدى اللحظات كان أحد العاملين في "mbc " يمازح الممثلة التركية توبا، بل وأخذ يغني "توبا .. توبا .. إن كنت أحبك تاني توبة!".
مسلسل (سنوات الضياع Ihlamurlar Altinda) يحكي قصة الشاب يحيى وحبيبته رفيف اللذين ينتميان إلى الطبقة الفقيرة، ويحلمان بالزواج، إلا أن صعوبات الحياة تحول دون ذلك.
بعد ذلك يحاول يحيى منع انجذاب خطيبته رفيف نحو ثراء رب عملها عمر في مصنع النسيج، فينتهي به الأمر إلى دخول السجن في أثناء محاولة منع رفيف من الانجذاب لحياة الثراء التي أظهرها عمر لها ليغريها.
في السجن، تبدأ علاقة تعارف بين يحيى وإحدى زعامات المافيا بعدما قام يحيى بإنقاذه، علاقة الصداقة المتينة ينتج عنها قيام رجل العصابة بمكافأة صديقه الوفي يحيى بمنحه منصبا مرموقا في شركته العملاقة بعد خروجه من السجن.
حينها تبدأ قصة حب أخرى بين يحيى ولميس شقيقة عمر، لتبقى عوالم الأبطال العربية متداخلة؛ حيث نرى كيف ينقلب الحب إلى كراهية والكراهية إلى حب، وكيف يصبح الأثرياء فقراء والفقراء أثرياء..
الخميس سبتمبر 11, 2008 2:06 am